’الأحداث’’ تقف على تاريخ ولاية البويرة

معالم أثرية يطالها النسيان.. ومؤهلات سياحية في انتظار الاستغلال يُجمع
كل المختصين في الجانب الاقتصادي على أن التحول الذي تعرفه ولاية البويرة
في كافة المجالات, إضافة إلى الاستقرار الذي تعيشه كان من الممكن أن يدفع
بعجلة القطاع السياحي بها إلى الأمام, مدعمين رأيهم باستفادتها من عديد
البرامج التي تدخل في إطار تنشيط الحركة الاجتماعية والاقتصادية عموما,
منها استلام فنادق وانتهاء أشغال إنجاز مشاريع البنية التحتية التي تعد
ركيزة أساسية في تطوير السياحة.

يرى العارفون بهذا المجال أن
الفرصة مواتية جدا للاستثمار في هذا الجانب الذي من الممكن أن يفتح آفاقا
جديدة بالولاية, اعتبارا أنها تمتلك كل مقومات النجاح من مناطق سياحية
وأثرية وتنوع ثقافي وجغرافي, فضلا عن كرم ضيافة نادر لأبناء المنطقة من
الممكن أن يساعد على استقطاب السياح للمنطقة. وتزخر ولاية البويرة
بالعديد من المعالم السياحية الممكن استغلالها بصفة كاملة, منها الحظيرة
الوطنية لجرجرة التي تشمل ثلاثة مواقع سياحية وهي تيكجدة, ثالارانا وعين
زبدة, إضافة إلى ممر تيزي نقولال, حيث تعرف هذه المناطق بجمال مناظرها
الخلابة نظرا لتواجدها ضمن منطقة غابية هامة. ومن بين أهم المواقع التي
تعرف بها الولاية يوجد الموقع السياحي تيكجدة, الذي يعتبر وجهة عشاق
الرياضات الجبلية والتزحلق على الثلج والباحثين عن الطبيعة الخلابة, إذ
يستقطب وعلى مدار السنة الآلاف من الباحثين عن الراحة والاستجمام خارج زخم
المدينة وضغط الحياة. كما تتوفر المنطقة على عدة هياكل, كالمركز الوطني
للرياضة والتسلية بتيكجدة بـ 254 سريرا والشالي الأخضر بـ 16 سريرا. ويقع
الموقع المناخي ثالا رانا شرق تيكجدة, ويحتوي على غابة ومنبع للمياه ويوجد
بهذا الموقع قمة لالة خديجة وهي أعلى قمة في الشمال الجزائري بارتفاع
يقدر بـ 2308 م. ونجد أيضا موقع عين زبدة السياحي الذي يقع على حدود
ولاية البويرة مع كل من بجاية وتيزي وزو, كما يحتوي هذا الموقع على غابة
كثيفة. وبجوار منطقة تيكجدة يوجد موقع ميمونة الطبيعي بالجهة الجنوبية
لجرجرة. كما يوجد ببرج أخريص الموقع السياحي لمغنين, حيث يضم مناظر طبيعية
خلابة إذ يحمل كل المواصفات الطبيعية التي تستهوي عشاق الطبيعة. ويعد
حمام كسانة من بين أهم مؤهلات الولاية في الجانب السياحي والذي يقع على
بعد 35 كلم جنوب البويرة على بعد 15 كلم شرق بلدية الهاشمية, والذي
تتواصل به أشغال إنجاز المركب الحموي ‘’فراكسن’’ نسبة إلى البطل النوميدي
فراكسن, حيث يسمح تواجد هذا الموقع ضمن منطقة غابية هامة, بالتمتع بجمال
الطبيعة.
تجدر الإشارة إلى أنه ورغم
عدم توفر الظروف الملائمة, إلا أن المنطقة تعرف توافد المئات من المواطنين
في كل الأيام, لتزداد كثافة أيام نهاية الأسبوع, وهو ما قد يشجع على
تخصيص برنامج إنمائي للمنطقة برمتها تدعيما للبرامج التي استفادت منها,
خاصة بعد أن تم تزويد المنطقة بالماء الشروب الذي كان يعد النقطة السوداء
إضافة إلى ربطها بطرق ثانوية يسمح بالولوج إليها عبر أكثر من جهة. ويمكن
الحديث أيضا عن جبل ديرة الذي يمكن تحويله إلى وجهة سياحية هامة نظرا
لتوفره على كل مقومات المنتجعات السياحة, كما يؤكد المهتمون بهذا المجال
بأن استلام الولاية لسدين كبيرين وهما سد كدية اسردون الواقع غرب الولاية
وسد تلسديت بشرقها إضافة إلى سد واد لكحل من الممكن استغلالهما أيضا في
الجانب السياحي. وتوجد بالولاية إضافة إلى المواقع السياحية معالم أثرية
ومواقع تاريخية تحتوي على ذاكرة وتاريخ المنطقة برمتها منها الآثار
الرومانية لأوزيا (سور غزلان حاليا) والأبواب الثلاثة: باب الدزاير, باب
سطيف وباب بوسعادة, وببلدية الحاكمية الواقعة جنوب الولاية توجد غرفة
أولاد سلامة التي تحتوي على ضريح ‘’تكفاريناس’’.. كما نجد أيضا بالهاشمية
أثارا رومانية تتمثل في موقع عين حازم التاريخي. أما بعاصمة الولاية فيوجد
أطلال البرج التركي بذراع البرج بالبويرة وهو برج حمزة الذي قام الأتراك
ببنائه في نهاية القرن الـ 18, وبرج آث منصور بأقصى شرق الولاية. ويوجد
أيضا معلم مخلد لبطل مقاومة الشيخ المقراني الذي استشهد بواد سوفلات, بسوق
الخميس. وتشمل الولاية أيضا على العديد من الزوايا الموجودة بكافة جهاتها
إضافة إلى احتضانها للعديد من التظاهرات الثقافية والفنية كمهرجان تكجدة,
فضلا عن تنوع طبوعها الثقافية, هذه العوامل مشتركة وانطلاقا من أنها تعد
الركائز الأساسية لقطاع السياحة, تستوجب العمل على استغلالها أحسن استغلال
لدفع الحركة الاقتصادية عموما بالولاية خاصة أنها ترتقب استلام مشاريع
عملاقة تدخل في الإطار نفسه.
حمام كسانة.. الوجه الآخر لتشجيع السياحة رغم النقائص
يقع حمام كسانة ببلدية
الهاشمية دائرة الهاشمية الواقعة على بعد 35 كلم جنوب شرق عاصمة الولاية
ويعد ضمن أكبر المشاريع الاستثمارية الخاصة في قطاع السياحة للولاية, حيث
أوكلت أشغال إنجازه لأحد الخواص لإعادة الاعتبار لهذه المنطقة السياحية
المهملة منذ سنوات, وبعد استلام جزء من هذا المركب المعدني الحموي لا تزال
الأشغال جارية على مستوى الأجنحة الأخرى, حيث كان محل معاينة السلطات
الولائية التي أعطت تعليمات صارمة للمستثمر الخاص حول طريقة تسيير الهيكل
الذي يتوجه إليه السياح منذ استلام هذا الجزء, كما أوكلت في وقت سابق عدة
مصالح متمثلة في الحماية المدنية ومختلف الادارات لتقصي عدة حقائق حول مدى
أمن وسلامة المنشأ ومدى قدرته على استيعاب العدد الهائل من السواح بهذه
المنطقة وقال حينها والي البويرة إنه لا يسمح بتاتا أن يفتح مركب سياحي
بهذا الحجم أمام السياح بهذه النقائص المطروحة من حيث مشاكل الاستقبال.
ولا يمكن تغليب جلب الأموال على مصلحة المواطن الذي يأتي إلى المنطقة
بدافع العلاج والترفيه, وقد أمر في السياق نفسه رئيس بلدية الهاشمية
بمتابعة عمل لجنة التحقيق وتسجيل كل الملاحظات إلى غاية الخروج بنتائج
تثبت قدرة المركب في النشاط من عدمه وأضاف أنه لن يتوانى في إغلاقه ووقف
نشاطه إذا تبين شيء قد يكون في غير صالح المواطن الذي أنجز لاستقبال هؤلاء
من كل حدب وصوب, مضيفا أن هذا المشروع كلف الملايير في إطار تشجيع
الاستثمار والسياحة في هذه المنطقة خاصة أن صاحب المشروع تلقى كل الدعم
والتسهيلات لإنجازه. هذا, دون أن ننسى المعالم الأثرية التي تزخر بها
الولاية رغم تسخير السلطات المعنية كل الامكانيات المادية لإعادة الاعتبار
لمعالم أثرية هامة اندثرت لسبب أو لآخر..
المسرح الروماني يتحول إلى ركام
يقع المسرح الروماني, بمحاذاة
السوق اليومي, بالجهة الشرقية لوسط مدينة ‘’أوزيا’’ حيث تحول إلى ركام من
الأحجار المغروسة في الأرض, وهي شامخة لعدة عصور, شهدت أكبر المنازلات
وأعتى المصارعات, حيث كشف لـ ‘’الأحداث’’ أحد أعيان المنطقة, قائلا: ‘’كان
أجدادي يقولون بأن في هذا المسرح كان يتمتع قياصرة روما بمشاهدة مصارعة
العبيد مع الأسود’’, ليضيف بأنه لا يزال يحتفظ في ذاكرته الآيلة إلى
الاندثار والتشتت بالعديد من المشاهد الرائعة في أطلال هذا المسرح
كالمدرجات, ورغم صمود هذا المعلم التاريخي لعدة عصور, إلا أنه استسلم في
نهاية المطاف للإهمال واللامبالاة التي قضت تماما على تلك البقايا الصغيرة
من أطلاله, حيث أكد أن العديد من المواطنين ـ في غياب المراقبة والحفاظ
على الآثارـ نهبوا تلك الأحجار وتلك الصخور التي تعود إلى مئات القرون
واستغلال المكان بحد ذاته لبناء منازلهم التي شيدوها على المقبرة
الرومانية التي تحولت إلى ممر للراجلين.
والثكنة العسكرية تتعرض للنهب وتتحول إلى مفرغة عمومية
تقع الثكنة العسكرية بمحاذاة
المسرح الروماني, حيث تحتل نصف مساحة مدينة ‘’عُمَال’’ من الجهة الجنوبية,
على مساحة 7 هكتارات, والتي تبقى أطلالها شاهدة منذ تاريخ تشييدها عام
1850 على مشاهد التعذيب والتقتيل والتنكيل, الذي لقيه العديد من أبطال
الحركة الوطنية أمثال محمد خيذر ومحمد بوضياف, وعلمنا من الباحث عمر
بوجردة أن الرئيس الراحل هواري بومدين قد زار هذا المعلم مرتين عام
1967و1969 ورغم هذا الرصيد التاريخي الذي تحمله جدران هذه الثكنة, إلا
أنها لقيت نفس مصير المعالم الأخرى, حيث تعرضت للنهب كلية بعد أن تم هدم
سقفها وسرقة أبوابها ونوافذها. لتقرر رغما عنها أن تتحول إلى ‘’مفرغة ‘’
عمومية في الهواء الطلق, لتشكل مناظر أقل ما يقال عنها بأنها مخزية!, حيث
تنتشر الأوساخ والفضلات في كل مكان, من بقايا طعام وقوارير الماء إلى علب
وقوارير الخمور, وهي الوضعية التي ساهمت بشكل كبير في بعث روائح كريهة.
وأوضح لنا بعضهم أن الوضعية الكارثية التي آلت إليها هذه الثكنة تعود إلى
تسعينيات القرن الماضي بعد أن غادرها الجيش الوطني الشعبي بعد استتباب
الأمن... إنها عبارة عن جدران لا أكثر تتصارع من اجل البقاء مع وحشية
الإنسان من جهة والعوامل الطبيعية القاسية من جهة أخرى.

baraka allaho fik admin

» المناخ في ولاية البويرة
» البويرة تنجو من يوم دام بعد استهداف مدخل مقري ولاية الب
» معلومات عن ولاية بشار
» بلديات البويرة
» اخار البويرة